الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية حمة الهمامي: النهضة فشلت لأنّها خلقت الفتنة وقسّمت الشعب

نشر في  23 أفريل 2014  (11:29)

الخوف لن يمنع عني الموت بل سيمنعني من الحياة

إعلام حرّ فيه تجاوزات وانفلاتات أفضل من إعلام مقيّد بدعوى مقاومة الإنفلاتات والتجاوزات

مع النهضة وصلنا إلى درجة من الجهل أصبحنا نسمع فيها بـ «بول البعير» وبأن  تعدد الزوجات يقي المرأة سرطان الرحم!

«ميليشيات» حماية الثورة أغلبها عناصر إجرامية بعضهم كان معي في السجن، منهم من أصبح سلفيا ومنهـم من صـار ثـوريـا


ضيفنا هذا الأسبوع هو السيد حمّة الهمّامي الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية واحد أبرز المناضلين السياسيين التونسيين، بدأ  نشاطه السياسي سنة 1970 في الحركة الطلابية واعتقل لاول مرة سنة 1972 على اثر مشاركته في احداث ما يعرف بالسبت الأسود ونشاطه في الاتحاد العام لطلبة تونس، التحق عام 73 بمنظمة آفاق العامل التونسي الماركسية اللينينية المحضورة، وبسبب انتمائه لهذه المنظمة حكم عليه بعد عامين من التحاقه بها بالسجن 8 سنوات. ساهم  في سنة 1986 في تأسيس حزب العمال الشيوعي التونسي وعين ناطق رسمي باسمه. رفض سنة 1988 التوقيع على الميثاق الوطني الذي قدمه الرئيس السابق اثر توليه الحكم ووقعت عليه كل الأحزاب السياسية بما فيها حركة النهضة. أدار عام 1990 جريدة البديل التي منعت بعد عام من صدورها واعتقل وحوكم العديد من المرات آخرها سنة 2002 ..وقضى في المجموع أكثر من 10 سنوات في السجن وأكثر من 10 سنوات أيضا في الحياة السرية وتعرض للتعذيب أكثر من مرة. ساهم عام 2005 في تأسيس هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات التي تضم يساريين وإسلاميين ولبراليين وقوميين وحقوقيين. بعد ثورة 14 جانفي كان حمة الهمّامي من  أول الدعاة لمجلس تأسيسي يقطع تماما مع النظام القديم وهو ما تحقق بعد اعتصام القصبة 2 وأيضا كان أول من دعى لتأجيل الانتخابات. وفي 7 أكتوبر 2012، أُسّست الجبهة الشعبية لتحقيق أهداف الثورة وأُسندت له مهمة الناطق باسمها.

ـ  كيف تقيّمون أداء الحكومة الجديدة، وهل كانت في مستوى الإنتظارات أم أن دار لقمان بقيت على حالها؟
يمكن القول أن فترة ما بعد الحوار الوطني تتميّز بتباطئ كبير إن لم نقل بتعطّل كبير في إنجاز خارطة الطريق.. على مستوى المجلس الوطني التأسيسي هناك تباطئ في إنجاز ما تبقّى في هذه المرحلة الإنتقالية استعدادا للانتخابات وخاصة فيما يتعلّق بالقانون الإنتخابي،  كذلك الهيئة الخاصة بمراقبة دستورية القوانين، وهو ما جعل السيد شفيق صرصار يتساءل إن كان من الممكن إحترام تاريخ  الإنتخابات قبل نهاية العام الجاري، من ناحية الحكومة التي مضى على تحملها المسؤولية أكثر من شهرين ثمّة تباطئ كبير أيضاً  في  إنجاز خارطة الطريق، هذه الحكومة وقع تنصيبها منذ أكثر من شهرين وإلى حد الآن فإن تنفيذ  الجانب السياسي من خارطة الطريق يكاد يكون غائبا ومعطّلا..
ـ ماذا تقصد؟
أقصد التعيينات، كل التعيينات التي لها علاقة بالانتخابات.. إلى جانب حلّ «الميليشيات» وأقصد هنا روابط حماية الثورة التي يُعتبر حلّها نقطة أساسية في خارطة الطريق، وهنا وجبت الإشارة إلى أن اعتقال  عماد دغيج لا يعني بالمرة حلّ هذه الميليشيات التي يُمْكِنُ أن تتحرّك إذا حُرّكت، النقطة الثالثة متعلّقة بمسألة تحييد المساجد.. صحيح أن السلطات استرجعت السيطرة على عدد من المساجد ولكن المطلوب ليس فقط السيطرة المادية عليها بل السيطرة أيضاً على الخطاب حتّى لا يبقى من الأئمّة من يدعو إلى الفتنة ومن يكفّر الناس، وقد علمت أن أحد أيمّة المساجد في المهدية عمد وبشكل واضح في الأيام الأخيرة إلى تكفير الجبهة الشعبية والناطق الرسمي باسمها ( حمّة الهمامي) ، النقطة الأخرى هي مسألة كشف الحقيقة في الإغتيالات التي حصلت بالبلاد، وهنا لا نقصد فقط اغتيال الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي ولطفي نقّض، بل وأيضاً الأمنيين والجنود، بعبارة أخرى ملف الإغتيالات وملف الإرهاب بشكل عام. دون كشف الحقيقة ستكون النتيجة الإفلات من العقاب، وهذا الإفلات  من العقاب سيُلقي بظلاله حتّى على الانتخابات.. هذا من الجانب السياسي..
ـ ومن الجانب الإقتصادي؟
بالنسبة للجانب الإقتصادي والإجتماعي، لا بد من التذكير أن ما ورد في مبادرة  الرباعي للحوار وفي خارطة الطريق يُناقض التوجّه الذي تسير فيه الحكومة حاليا، والحال أن ما ورد في المبادرة هو التخفيف من  حدّة الأزمة الإقتصادية على الطبقات والفئات الشعبية الفقيرة والمتوسّطة، لكن ما يجري اليوم هو توجّه سينعكس سلبا على هذه الفئات مثل مسألة إيقاف الانتدابات في الوظيفة العمومية ورفع الدّعم أو جزءا منه على بعض المواد وهو ما يعني إرتفاعا في أسعارها، علاوة على صيحات الفزع التي تطلق اليوم حول الوضع المالي للدولة والتي تدعو إلى التقشّف.. كل هذه العناصر تؤكد أن الحكومة الحالية لا تتقدّم بالنسق المطلوب في تنفيذ خارطة الطريق.
ـ قلت منذ قليل أن روابط الثورة لم يقع حلّها إلى حد الآن وهي تنتظر إشارة التحرّك لتتحرّك.. ممن تنتظر هذه الرابطة الإشارة للتحرّك ومن يحرّكها ومن يقف وراءها؟
هذه الميليشيات ـ ودون لُبس ـ مرتبطة بحركة النهضة وبحزب المؤتمر..
ـ لكن النهضة تبرّأت من هذه  الروابط!
لا بالعكس لم تتبرّأ، وعلى مستوى ممارستها مع المؤتمريتبيّن أنهما المدافعان عن روابط حماية الثورة، وعندما أُعتقل عماد دغيج ، من ذهب إلى وزارة الداخلية؟ ذهبت نائبة رئيس المجلس الوطني التأسيسي بمعيّة نحو عشرون نائبا ذهبوا للإحتجاج على  إيقافه بينما هم  لم يذهبوا إلى وزير الداخلية للتّساؤل عمّا حدث في الشعانبي أو في سليانة، والعائق أمام حلّ هذه الميليشيات هما النهضة والمؤتمر، وأنا عندما أقول أن هذه الروابط هي «ميليشيات» فإني أعي جيّدا ما أقول..   
ـ ماذا تعني؟
هذه الميليشيات في غالبها هي عناصر إجرامية، عدد كبير منها كان في السجن، فيهم من اختار روابط حماية الثورة، وفيهم من التحق بالعناصر السلفيّة، ولا أخفي عليك وبحكم دخولي السجن في عديد المناسبات أعرف جيدا سجناء كانوا معي وألتقي أحيانا  مع أحدهم في الشارع وأسأله: أين «الباندي» فلان، فتكون الإجابة أن فلان أصبح ثوريّا وقد أصبحت لديه لحية والتحق بالعناصر السلفيّة أو أنه ينشط في روابط حماية الثورة ..
ـ كيف تنظر إلى صورة تونس اليوم في الخارج وإلى أي مدى شوهها ما يسمّى «بالجهاد» في سوريا و»جهاد» النكاح؟
 الصورة اهتزّت بشكل عميق خاصة في فترة حكم الترويكا واهتزت بشكل خاص بسبب تفشّي العنف والإرهاب وبسبب أيضاً محاولات التأسيس للإستبداد بغطاء ديني، وبمحاولات ضرب حقوق المرأة ومحاولات فرض نمط مجتمعي آخر غريب على التونسيين.. هذا ما جعل الصورة قاتمة، وزادت قتامة بالإغتيالات التي حصلت.. لكني لاحظت في المناسبتين الأخيرتين التي سافرت فيها إلى فرنسا وإيطاليا أن الصورة بدأت  تتحسّن بسبب - وهذا ما لامسته عند شخصيات سياسية أجنبية- المقاومة التي أبداها الشعب التونسي والمجتمع المدني.. قالوا لي بصريح العبارة: لديكم مجتمع مدني قوي ونساء قويات وقضاة وإعلاميين ومحامين أقوياء ولديكم أيضاً شباب قوي وحيوي.. المسألة الثانية التي ساهمت في تحسين الصورة هي أننا فرضنا دستورا ديمقراطيا، فبعد دستور 1 جوان الذي كان قاتما فرضنا دستور 27 جانفي وتمكنا بطرق سلميّة من ترحيل حكومة النهضة، هذا ساهم في تحسين الصورة وأنا أعتقد أنها قادرة على أن تتحسّن أكثر..
ـ بعد خروج النهضة من السلطة، وبعد ما وقع في مصر، هناك من يقول أن الحركات الإسلامية فشلت في الحكم.. ما تعليقك؟
أن تكون الحركات الإسلامية أو دعني أقول الحركات الإسلاماوية  وحركات الإخوان المسلمين أو الحركات المحافظة فاشلة في الحكم، فهذه حقيقة وأنا أعتقد أن فشلها راجع لكونها جاءت بعد ثورات ولهذه الثورات استحقاقات في المجالات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية،  وهذه الإستحقاقات تعجز هذه الحركات   بحكم طابعا الرجعي  والمحافظ على الإستجابة إليها، فكان سلوكها أنها حاولت أن تنحرف بهذه الثورات وتفرض مشاريعها الخاصة، التي تتعارض مع طموحات هذه  الشعوب..
ـ ماهي مشاريعها الخاصة؟
مشاريعها الخاصة هي بناء أنظمة استبدادية موغلة في التخلّف والرجعيّة والتبعيّة والعمالة، وبالتالي ضرب المكتسبات الثقافية والحضارية والحداثية، وعندما أقول الحداثية فأنا أقصد المكتسبات النابعة من تطوّر مجتمعاتنا وليست من خارجها، لأن الحركة الإصلاحية قديمة في تونس ويمكن أن نجد لها أصول حتّى قبل أوروبا.. لقد ضربوا القطاعات المنتجة.. ماذا فعلت النهضة في الفلاحة؟ في الصناعة؟ في الخدمات الأساسية؟ ثم من الناحية الثقافية حاولت ضرب المنظومة التربوية،  وقد وصلنا إلى درجة من الجهل أصبحنا نسمع فيها أن تعدد الزوجات يقي المرأة من سرطان الرّحم!! وأصبحنا نستمع إلى «بول البعير» وأشياء مشابهة، وهذا دليل على محاولتهم ضرب المكتسبات الحداثية والثقافية لبلادنا.. حتّى عندما نتحدث عن العلاقات الخارجية، هل لازالت لدينا ديبلوماسية؟ لقد دمّروها وأصبحت لدينا مشاكل مع عديد البلدان، وقد وصل بهم الأمر إلى محاولتهم الدفع بتونس لتصبح تابعة ومتذيّلة لبلدان خليجية ذات أنظمة متخلّفة كانت تنظر في السابق بعين الحسد إلى تونس، كل هذه المشاريع فشلت لأن هذه الشعوب قامت بثورات لتتقدم وليس لتعود  إلى عصور الظلام.. أكثر من ذلك عندما جاءت النهضة وجدت الشعب التونسي موحدا فأرادت أن تخلق وسطه فتنة لتقسّمه، هذا كافر وهذا مؤمن وهذا علماني..
ـ في علاقة بملف الإرهاب، هل يمكن أن نخشى على تونس من السيناريو الجزائري؟
أنا أعتقد أننا بدأنا في تجاوز مرحلة الخشية، صحيح أن المخاطر الإرهابية جسيمة خصوصا عندما كثرت الأسلحة في تونس. ومرّة أخرى يتأكّد أن هذا الأمر وتتحمله بشكل أساسي حكومة الترويكا التي تعاملت بلُيُونة تكاد تُلامس التواطئ مع الظاهرة الإرهابية والتي التزمت الصمت أمام تفشيها، ولكن منذ أن باشرت الأجهزة الأمنية المختصة في الإرهاب عملها في التعاطي معها ومواجهتها اتّضح أنه من الممكن السيطرة عليها خصوصا وأن هذه الأجهزة لم تجد الإرادة السياسية والضوء الأخضر للتعامل مع الإرهاب.. وهنا لا بد من الإشارة إلى أنه وبعد اغتيال الشهيد محمد البراهمي وذبح الجنود شعرنا بنوع من التحرّر لدى هذه الأجهزة والفرق المختصة التي بيّنت أنّه بالإمكان القضاء على الإرهاب..
ـ من المسؤول عن تسفير ابناءنا الى سوريا؟
هنا تكمن مسؤولية الحكومة خاصة وأن هناك أئمّة ووجوها سياسية شجعت التونسيين على الذهاب إلى بُؤر التوتّر وقد لعب الشحن الإيديولوجي والمال دوره، استغلوا شبابا ضائعا ماديا وروحيّا وفكريا وسياسيا فوقع استقطابه من جماعات وأطراف من الترويكا وبعلم منها لأن بعض المهربين والمهجّرين كانوا ينشطون بشكل علني واضح ولا أخفي عليكم أننا تحصلنا في الجبهة الشعبية على معلومات دقيقة من بعض المهجّرين من طرف عائلات هُجّرَ أبنائها ولمّا افتُضِح أمر أحدهم من طرف وسائل الإعلام لم يقع حتّى إيقافه..
ـ هل خشية البعض من عودة هؤلاء إلى تونس بعد تمرسهم على السلاح والقتال في محلّها؟
طبعا هناك خشية وهذا السيناريو يبقى خطيرا، وأنا أعتقد أن خطر الإرهاب في تونس سيبقى قائما لمدة طويلة، ولكن حجمه سيتضاءل مع إعادة تنظيم الحياة السياسية ومع إعادة تنظيم الأجهزة الأمنية والقضائية على أسس سليمة، وأيضاً مع تعافي الإقتصاد الوطني والإجتماعي.. وأنا أستشهد باستراليا التي تكاد تكون البلد الوحيد التي أصدرت قانونا يقضي بالسجن لمدّة عشرين سنة لكل مواطن أسترالي يذهب إلى مناطق وبُؤر التوتّر والعنف والحرب..
ـ هل يمكن أن يكون حلا برأيك في تونس؟
لا! الحل الحقيقي هو في تأطير الشباب التونسي، وهذه مسؤولية الدولة من خلال إصلاح المنظومة التربوية وإيجاد مواطن الشغل من خلال إعادة تنظيم الإقتصاد التونسي على أسس وطنية وديمقراطية لاستيعاب طالبي الشغل وكذلك إعادة تنظيم الحياة الدينية والروحية، لأن وجود أيمّة يدعون إلى الجهاد وهدر دم فلان أو فلتان على غاية كبيرة من الخطورة.
ـ في علاقة بقضية الشهيد شكري بلعيد كنت قد اتّهمت حركة النهضة بالضلوع في العملية، فهل تحمّلها المسؤولية السياسية أم الجنائية خصوصا وأن العجمي الوريمي الناطق الرسمي للحركة أكد أن النهضة كانت ضحية هذه الإغتيالات السياسية وأنها خرجت من الحكم بسببها؟
أن تكون النهضة خسرت جرّاء هذه الإغتيالات فهذا لا يُبرّئها مطلقا من المسؤولية السياسية والمعنوية، وحتّى نكون واضحين لم يسبق لي أو للجبهة الشعبية أن حمّلت النهضة المسؤولية الجنائية في هذا الإغتيال، نحن أكدنا أن الترويكا ككل وليس النهضة وحدها تتحمّل المسؤولية السياسية في تلك الإغتيالات وأعمال العنف وهذا راجع إلى طريقة تعاملها مع الظاهرة الإرهابية.. صحيح أننا حمّلنا مسؤولية التحريض لبعض رموز حركة النهضة ولا أقول كل النهضة، فعندما يخرج السيد علي العريض في التلفزة ويتّهم شكري بلعيد بالوقوف وراء أحداث سليانة  ويقول: «أن المكان الذي يدخله يخرّبه»  والحال أنه كان متواجدا بالمغرب في تلك الفترة ألا يُعتبر ذلك تحريضا؟! أو السيد الحبيب اللوز عندما يتكلم في بعض الإذاعات الخاصة وعادل العلمي وغيرهم.. لقد كان هناك تحريضا واضحا وقد رأينا ماذا كانت النتيجة في نهاية الأمر.
ـ أعلن مؤخراً عادل العلمي اعتزامه الترشح للانتخابات الرئاسية وقال أن كل نساء تونس يساندنه بعد أن  تأكّدن أن دعوته لتعدد الزوجات تخدم مصلحتهن؟
«ربّي يحبّس علينا العقول» (يضحك)
ـ كنت صرّحت بدورك أنك تفكّر في الترشح للانتخابات الرئاسية، هل استقر الرأي على الترشح؟
أنا قلت أنني أفكر في الترشح ولكن لم أتخذ قرارا نهائيا، لأن قرار الترشيح يجب أن يكون صادرا على الجبهة الشعبية لأن المقترحات حاليا صادرة عن مكوناته ثم على مستوى شخصي أعتبر أن الترشح لمسؤولية رئاسة الدولة تفرض بلورة مشروع لتونس ولغالبية التونسيين والتونسيات يتمّ على أساسه هذا الترشح.
ـ يعني ستدخل في منافسة محتملة مع الباجي قائد السبسي حليفكم في جبهة الإنقاذ؟
قبل كل شيء جبهة الإنقاذ جاءت بمقترح من الجبهة الشعبية على إثر الندوة الوطنية التي عقدناها في سوسة في جوان 2013، والدعوة إلى تأسيس جبهة الإنقاذ أصبحت واقعا ملموسا بعد اغتيال الشهيد محمد البراهمي، والسبب هو ما عرفته البلاد من مخاطر كانت تفترض وضع أولويات جديدة وهي إنقاذ تونس،  وطرحنا  في هذا الإطار مهمات محددة وهي التي تضمنتها خارطة الطريق. ونحن نعتقد أن هذه المطالب تحقّقت أولا من خلال صياغة الدستور ورحيل حكومة علي العريض وتنصيب حكومة الكفاءات وبالتالي أهداف الإنقاذ تحققت بالأساس..
ـ هل يعني هذا أن «زواج المتعة» قد انتهى مع نداء تونس؟
(هههههه) لا بالعكس تحقق المطالب لا يعني انتهاء هذه العلاقة لأنه مازال أمامنا تنفيذ خارطة الطريق والقانون الانتخابي والمناخ السليم للانتخابات وعديد من نقاط التنسيق التي لا تزال قائمة، أما في علاقة الجبهة بموضوع الانتخابات فمن الطبيعي أن تكون هناك رُؤى وبرامج.. والجبهة الشعبية في هذا الجانب  لها برامجها الخاصة الاقتصادية والاجتماعية.. لذلك من مصلحة الجبهة أن تتقدم بهويتها في هذه الانتخابات وأن يكون لديها مرشحها في الانتخابات الرئاسية وقائماتها الانتخابية، ولكن هذا لا يعني أننا سندخل في حرب مع نداء تونس أو مع أطراف أخرى، بل بالعكس نحن سنواصل العمل في إطار ما سمّيناه تضامنا انتخابيا من أجل تحقيق المناخ الانتخابي السليم. وسي الباجي عندما أعلن نيّته الترشح للانتخابات الرئاسية لم يستشرنا لأن ذلك قراره الخاص وقرار نداء تونس ومن الطبيعي أن تكون للجبهة الشعبية قناعاتها وقراراتها الخاصة واستقلالية في أخذ قراراتها، ثم أن الرئاسية فيها دورة أولى ودورة ثانية وتبقى إمكانية التوافق في دورة ثانية واردة في هذا الاتجاه أو ذاك.
ـ أنت تعيش تحت التهديد بالقتل وتتحرك بحراسة أمنية، هل أصبحت تخشى الموت، وهل حدّت هذه التهديدات من نشاطك وتحركاتك وطموحاتك السياسية؟
في الحقيقة أنا أعيش تحت التهديد منذ أربعين سنة، وبالتحديد منذ أول اعتقال سنة 1972، ولكن خطورة هذا التهديد ظلت تختلف من مرة إلى أخرى.. في فترات الديكتاتورية التهديد الرئيسي كان التعذيب والسجن، اللّذان يمثلات خطر الموت، بعد الثورة وخاصة بعد اغتيال الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي طبيعة التهديد تغيّرت نوعيا وأصبحت القتل، ولكنّي تعلمت العيش مع التهديدات مهما كانت خطورتها.. وفي كل مرة أتعرض إلى شيء خطير أقول: «المهم أنا مازلت حيّا، بالنسبة لقضية الخوف أنا أعتبر أن من يخاف لا يجب عليه ممارسة السياسة وأنا دائماً أتذكر «أولاد حارتنا» و بالتحديد أحد الأبطال في قصة نجيب محفوظ الذي يقول جملة أستحضرها دائماً وهي: «الخوف لن يمنع عنك الموت، ولكنه يمنعك من الحياة».. هذه قناعتي وأتحمّل مسؤوليتي وليكن ما يكون...
ـ رسالة إلى السيد المنصف المرزوقي
يا ليتك تحمّلت مسؤوليتك في عدة قضايا مبكرا.
- السيد مصطفى بن جعفر
أخيّر السكوت
ـ السيد راشد الغنوشي
ليته يفصل نهائيا بين شخصية الداعية وشخصية السياسي حتّى لا يظل يتأرجح بين خطابات مزدوجة...
ـ السيد الباجي قائد السبسي
«ربي يطوّل في عمرو»
ـ حسين العباسي
أكنّ له تقديرا كبيرا على رباطة جأشه..
ـ والإعلام، ماذا تقول عنه؟
إعلام حرّ فيه تجاوزات وانفلاتات أفضل من اعلام مقيّد بدعوى مقاومة الإنفلاتات والتجاوزات.
ـ و المرأة ؟
أنا مثلي مثل هشام شورابي عالم الاجتماع الفلسطيني الذي يقول أن «مستقبل هذه الأمة بأيادي نسائها»..
ـ البحر !
عالم جميل مضطرب
ـ من يطربك؟
صليحة وفيروز و مرسال خليفة وفريد الأطرش...
ـ أغنية تريد سماعها دائماً؟
«يا خيل سالم» لصليحة و»سلّملي عليه» لفيروز وفي بعض فترات التوتر «شدّوا الهمّة» لمرسال خليفة..
ـ والأغنية التي لا تودّ  سماعها؟
لمّا كنت في السجن كان لي فيه صديق  كان مسؤولا عن الإذاعة الداخلية للسجن ، كل صباح  نشبعه سبّا لأنه وبعد ما يمرر النشيد الوطني يمرّر أغنية «صباح الخير يا مدلّل شو هالسّعادة كلّها» ونحن في السجن (هههههههه) تصور نستمع إليها يوميا فكرهتها..
ـ متى تدوس على زر التلفزة حتّى لا ترى شيئا لا يروق لك؟
عندما أشاهد كذابا يتحدث أغلق التلفزة... في السويد كان لديهم قانون تمنيت لو كان موجودا في تونس،  يعتبر الكذب مخالفة يعاقب عليها القانون!! لو يطبق هذا القانون في تونس سيقع إيقاف ومعاقبة الكثيرين..

حاوره: عادل بوهلال